الوجه الآخر لهدنة غزة.. البحث عن المفقودين تحت 50 مليون طن أنقاضًا
الواديكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجانب الآخر من هدنة غزة، فهي لم تمنح فقط الفلسطينيين الفرصة لالتقاط الأنفاس ووقف نزيف الدماء، لكنها أيضًا تمنحهم الفرصة لتقييم خسائرهم سواء البشرية أو المادية، حيث بلغ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية الوحشية قرابة 47 ألف شهيد وإصابة أكثر من 112 ألف آخرين.
وأضافت أن بعد وقف حرب غزة تم الإبلاغ عن أكثر من 9 آلاف شخص في عداد المفقودين لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ بدء الحرب، وقد تم تأكيد مصير حوالي 2400 شخص، ولكن ما يقرب من 7 آلاف حالة لا تزال دون حل ويعتقد الصليب الأحمر أن المزيد من الحالات لم يتم الإبلاغ عنها، ويعتقد أن العديد من المفقودين دفنوا تحت الأنقاض، في حين أن البعض ربما احتجزتهم إسرائيل دون إخطار أسرهم، واختفى آخرون دون أن يتركوا أثرًا.
البحث عن المفقودين تحت ملايين الأنقاض فى غزة
وبذلت عائلة أبو هاني كل ما في وسعها لمعرفة ما حدث له، وهم لا يعرفون ما إذا كان قد استشهد أو احتجزته قوات الاحتلال الإسرائيلية في الطريق، أو ما إذا كان قد نجا ولكن مصيره غير معروف.
وتقدموا بطلب إلى الصليب الأحمر، ومن خلال جماعات حقوق الإنسان، طلبوا من حكومة الاحتلال الإسرائيلية معلومات ولكن قيل لهم إنه ليس في الحجز الإسرائيلي، وكانت العائلة تنتظر بفارغ الصبر الإفراج الدوري عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ الشهر الماضي، على أمل أن يكون أبو هاني بينهم.
وفي الأسبوع الماضي، استغلوا حرية الحركة التي وفرها اتفاق وقف إطلاق النار لزيارة نتساريم، المنطقة العسكرية الإسرائيلية التي كان أبو هاني سيعبرها للوصول إلى الشمال، وقال جلال إنهم عثروا على العديد من الرفات البشرية هناك ولكن لم يتمكنوا من تحديد أي شيء ينتمي إلى صهره.
وقال صهره إن أبو هاني يأسف على قرار مغادرة منزله في مدينة غزة فور مغادرته مع والديه وإخوته استجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية الصادرة في الأسابيع الأولى من الحرب، لم تكن العائلة تعرف أحدًا في الجنوب، لذا انتهى بها الأمر إلى العيش تحت قماش مشمع مثبت على جدار مبنى مدرسة.
وعذب هذا الإذلال أبو هاني، الذي وصفه أفراد العائلة بأنه رجل حساس يعزف على العود، وقال صهره إنه أخبر عائلته بأنه لا يريد الموت لكنه رفض العيش بلا كرامة.
وأضافت الصحيفة أن انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض ــ التي تتركز إلى حد كبير في شمال غزة ومدينة غزة ــ مهمة شاقة محفوفة بالمخاطر الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة والهياكل المنهارة.
وقدرت الأمم المتحدة أنه نظرًا لنقص الحفارات في غزة والقيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد المزيد منها، فقد يستغرق الأمر أكثر من 20 عامًا لإزالة ما يقدر بنحو 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي الوحشي هناك.